طوفان الأقصى: نحو عالم فلسطين
وهذا ما عبّر عنه قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي في يوم التعبئة، حينما قال بأن جرائم الاحتلال الإسرائيلي لم تلحق العار بالكيان المؤقت فقط، بل لكن جلبت المزيد من العار للولايات المتحدة وللدول الغربية وللثقافة والحضارة الغربية. مستنكراً موقف أحد المسؤولين الغربيين في تبرير جرائم النظام الصهيوني تحت عنوان “الدفاع عن النفس”، قائلاً: “إنهم يسمون استشهاد 5000 طفل فلسطيني واستخدام قنابل الفوسفور بالدفاع عن النفس. ولذلك فقدت الثقافة الغربية مصداقيتها في هذه الحالة”.
وعليه بات تحميل الرأي العام الغربي المسؤولية للمعسكر الغربي بقيادة أمريكا، عما يحصل من إبادة إنسانية للفلسطينيين، هو أمر لافت جداً، وسيتطور خلال الفترة المقبلة، وسيترك أثاراً كبيرة بالتأكيد، وربما هذا ما قصد به الإمام الخامنئي في إحدى خطاباته الأخيرة بعالم المستقبل هو عالم فلسطين.
الغرب سيخسر
وفي نفس السياق، حذّر المستشار السياسي التركي السابق طه أوزهان، الزعماء الأميركيين والأوروبيين بضرورة التحرر مما وصفه بنفوذ إسرائيل المفرط، الذي يرزحون تحت وطأته، لأن ذلك سيؤدي الى المخاطرة بوقوع كارثة أكبر في الأيام المقبلة. وأضاف أوزهان في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، بأن الاحتلال الإسرائيلي لا يقتصر على فلسطين، بل يستحوذ أيضا على عقول من وصفهم بالقادة الأميركيين والأوروبيين، وهو ما تجلى في ردود فعل النخب الغربية على المذبحة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة. ولفت أوزهان إلى التناقض الصارخ بين الخطب المسؤولين الغربيين الحماسية بشأن العملية الروسية في أوكرانيا، وتصريحاتهم المهادنة مع إسرائيل والمتعصبة لها.
الحرية لفلسطين.. من النهر إلى البحر: شعار في قلب أمريكا
وأفاد موقع “أوريان 21” الفرنسي بأن جملة “الحرية لفلسطين.. من النهر إلى البحر” باتت شعارا مركزيا للمظاهرات الشبابية المؤيدة لفلسطين في الولايات المتحدة وكندا، التي تنفّذ كل أسبوع هناك، من ساحة الفنون في مونتريال الى شوارع تورنتو وواشنطن ونيويورك. لتعج مراكز مدن عواصم أميركا الشمالية كل أسبوع، بالتجمعات الداعمة للقضية الفلسطينية، بحضور هائل لشباب أميركا الشمالية بكل تنوعهم، مما يعني أن دعم فلسطين لم يعد يقتصر على الشباب ذوي الأصول العربية، بل أيضاً من الشباب الأمريكي الذي يرفض الماضي الاستعماري لبلاده.
من جهة أخرى بات الكثير من النخب الثقافية الغربية مقتنعين، بأن الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة، لم تعد تقنع الكثيرين أن الكيان المؤقت هو الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، خاصةً وأن الوقائع أثبتت، بأن قادته لا تعير اهتماماً لا لقانون دولي ولا حتى للمؤسسات الدولية.
لذلك مع استمرار العدوان، ستنكشف حقائق إسرائيل وجرائمها أكثر فأكثر للعالم، ولن تستطيع وسائل الإعلام التقليدي مهما فعلت من حجب ذلك، بل وربما ستستطيع المقاومة خلال الفترة المقبلة، توضيح صورتها أكثر فأكثر لكل شعوب العالم بحقيقتها، ومن يدري قد نصبح امام تيار مقاومة عالمي.