Friday - 17 - May - 2024

ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (س)

ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (س)
ومن اغتسل بالليل وكفن ودفن

السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، (5 للبعثة-11 هـ) بنت النبي محمدصلي الله عليه وآله وسلم، أمها السيدة خديجةعليها السلام، وزوجها الإمام عليعليه السلام، وهي أحد أصحاب الكساء الخمسة، الذين تعتقد الإمامية بعصمتهم. ومن أولادها الإمام الحسن، والحسينعليهما السلام، وزينبعليها السلام، وهي المرأة الوحيدة التي اصطحبها النبي (ص) لـمباهلة نصارى نجران.

خصّتها سورة الكوثر، وشملتها آيات التطهير، والإطعام، ووردت في حقّها وفضيلتها أحاديث لولاك والبضعة؛ حيث اعتبرها أبوها بضعة من نفسه وغضبها غضب الله ورضاها رضاه.

ولم ترد أخبار كثيرة عن مرحلتي الطفولة وما بعدها للسيدة فاطمةعليها السلام، وما ورد هو صحبتها لأبيها في مواجهة المشركين وأذاهم إياه، وحضورها في شعب أبي طالب وهجرتها إلى المدينة برعاية الإمام عليعليه السلام.

وبعد هجرتها إلى المدينة رغم كثرة الذين أقدموا على خطبتها، تزوجت مع الإمام عليعليه السلام، وذلك في سنة 2 للهجرة، ومن نشاطاتها الاجتماعي بعد الهجرة صحبتها للنبيصلي الله عليه وآله وسلم في بعض المعارك ومنها فتح مكة.

وبعد وفاة رسول الله، بويع لـأبي بكر في السقيفة على أن يكون هو الخليفة على المسلمين، لكنَّ الزهراءعليها السلام رفضت البيعة؛ لما رأت فيها نقضاً لبيعة الغدير التي أكّد فيها النبي باستخلاف علي بن أبي طالب بعده لتولي أمور المسلمين. ومُنعت فاطمة من الإرث وكذلك التصرف في الأموال التي قد خصّص لها النبيصلي الله عليه وآله وسلم في قضية فدك، وعليه ألقت خطبةً عُرفت بـالخطبة الفدكية.

وقد أصيبت أثناء اقتحام منزلها من قبل أنصار أبي بكر بأمر منه وتحت إشراف عمر بن الخطاب لأخذ البيعة من الإمام علي وممن كان معه في البيت عنوةً -وذلك بعد رحيل أبيها بقليل- مما ألزمها الفراش في الفترة الأخيرة من عمرها، إلى أن أودى بها ذلك في 3 جمادى الآخرة سنة 11 للهجرة. وقد وُورِي جثمانها الثرى ليلاً وبطلب منها خُفية.

تسبيحات الزهراء ذِكر علّمها النبي الأعظمصلي الله عليه وآله وسلم إياها، ومصحف فاطمة الذي يشمل إلقاءات ربانية تلقّتها فاطمة، وجمعه الإمام عليعليه السلام في صحيفة، تَداوَلها الأئمة من ولدها، إلى صاحب العصرعجل الله تعالى فرجه.png كما تعتقد الشيعة.

من ألقابها: الزهراء، والبتول، وسيدة نساء العالمين، ومن كناها أم أبيها وأم الأئمة.

وقد عبّروا عن ذكرى استشهادها تحت عنوان أيام الفاطمية، وأسماء “فاطمة” و”الزهراء” من الأسماء المحبّبة لتسمية الإناث، لدى الأسر في الأوساط الشيعية.

 

الوفاة والتشييع والتدفين

ذكرت المصادر إن السبب الذي أدى إلى استشهاد الزهراءعليها السلام هي الإصابات التي رافقت أحداث ما بعد وفاة أبيها والسقيفة، مما ألزمتها الفراش حتى ماتت شهيدة.

وقد اتفقت كلمة المؤرخين على أنّها توفيت سنة 11 للهجرة، وإنما اختلفوا في تحديد شهره ويومه، والمشهور أنّها استشهدت في الثالث من جمادى الآخرة، ومستند هذا القول، رواية عن أبي عبد الله الصادق (ع)، وذهب البعض إلى القول بأنه حدث في 13 جمادي الأولي وفقاً لرواية أخري عن الإمام الصادق (ع)، حيث قال: إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلّي الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً.وذهبت جماعة من الباحثين إلى القول بأنّها عاشت بعد أبيها 40 يوماً (8 ربيع الثاني).وهناك أقوال أخري.

وقد ورد في النصوص التاريخية بأن علي بن أبي طالب (ع) غسّلها ولم يحضر غسلها إلا فضة خادمتها، وأسماء بنت عميس، وصلّى عليها علي (ع)، ولم يؤذن بها أبا بكر طلباً منها (ع). ولا حضر وفاتها ولا صلّى عليها أحد من سائر الناس غير الإمام الحسن (ع) والحسين (ع) والعباس، والفضل بن العباس، والزبير، والمقداد، وسلمان، وأبو ذر، وعمّار، وعقيل، وعبدالله بن مسعود،فحملوا نعشها فوق سرير صُنع لها بطلب منها وشُيّعت ليلاً.

المدفن
نظرا لما قد أجري من مراسيم تجهيز جثمان الزهراء (ع) وتشييعها ودفنها في الليل وبعيداً عن الأنظار، بقي محل القبر مخفياً على الناس، لكن تُذكر عدة مواقع محتملة لمدفنها:

إما في بيتها.
أو بين قبر رسول الله ومنبره أي الروضة.
أو بناحية من مقبرة البقيع،يلي زاوية من دار عقيل بن أبي طالب.

guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments